ماهو بيان هذه الاية
قال تعالى
﴾ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴿134﴾
صدق الله العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وأله التوابين المُتطهرين والتابعين للحق إلى يوم الدين)
قال الله تعالى﴾ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴿134﴾صدق الله العظيم
وإلى البيان الحق للقرأن بالبرهان من محكم القرأن
وبالنسبة لبيان قول الله تعالى( الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء ) فتلك نفقة الغني من يُسر رزقه الله فشكر وأقرض ربه إبتغاء مرضات الله ثم يزيده الله من فضله تصديقاً لقول الله تعالى((وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ))
وتصديقاً لقول الله تعالى(وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ))صدق الله العظيم
وذلك لكي يزداد بالإنفاق طمعاً في حُب الله وقربه ونعيم رضوان نفسه فيحسن إلى الله ربه كما أحسن الله إليه تصديقاً لقول الله تعالى(وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)صدق الله العظيم
ونفقة الغني الجبرية كالزكاة تعدل في الكتاب كعشر أمثالها تصديقاً لقول الله تعالى(مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا)صدق الله العظيم
وأما نفقته الطوعية قُربة إلى الله فهي تُضاعف في الكتاب كسبعمائة ضعف تصديقاً لقول الله تعالى((( مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حبه ))صدق الله العظيم فيجعله الله من عباده المُقربون
وأما بالنسبة لبيان قول الله تعالى(وَالضَّرَّاء ) صدق الله العظيم فتلك صدقة الفقير على المسكين تصديقاً لقول الله تعالى)
({ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ})صدق الله العظيم
ثم يحبه الله فيجعله من أحبابه المُقربون نظرا لأنه أثر ربه على نفسه فأطعم الطعام على حبه وهو بالحاجة إليه مسكين أو يتيم أو أسير تصديقاً لقول الله تعالى)
(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا* إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ وَلَا شُكُورًا *)صدق الله العظيم ثم يجعل الله هذا الفقير من عباده المُقربون ويشهد الله نفسه وملائكته أنه قد غفر لعبده فلان ما تقدم من ذنبه وما تأخر فأقتحم العقبة تصديقاً لقول الله تعالى))
(فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ *وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ *فَكُّ رَقَبَةٍ *أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ *يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ*
أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ *ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ))صدق الله العظيم
ولكن نفقة الفقير الطوعية هي في الكتاب أكثر من سبعمائة ضعف تصديقاً لقول الله تعالى)
(((( مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )صدق الله العظيم
وإنما المضاعفة فوق ذلك هي لصدقة الفقير وهو في ضر من فينفق من عُسر فيضافعها أكثر من سع بمائة ضعف وذلك لأن سبعمائة ضعف هي نفقة الغني في السراء فينفق من يُسر وذلك لأن نفقة الفقير في الضراء من عُسر هي أكبر عند الله بفارق عظيم تصديقاً لقول الله تعالى(وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )صدق الله العظيم
وذلك حتى يستطيعوا الفقراء أن يكونوا من المُقربين ولكنها توجد في الكتاب صدق هي أكبر من صدقة الفقير ألا وهي صدقة المسكين إلى البائس الذي هو أشد فقراً منه فلا يملك وجبة طعام واحدة أو ليس لديه غير كسوة واحدة بالية فإذا تصدق عليه المسكين فهي حقيقة أكبر عند الله من صدقة الفقير وذلك حتى لا تكون حُجة للفقراء على ربهم فيقولون سبقونا أهل الدثور بالأجور فجعلتهم من المُقربين يا إله العالمين وأنت العدل أليس للفقراء نصيب في ربهم ليُنافسوا في حُبه وقربه أيهم أقرب ولذلك يضاعف الله صدقة الفقير أضعاف مُضاعفة عن صدقة الغني حتى لا تكون لهم حُجة على ربهم بسبب فقرهم أنهم لم يستطيعوا أن ينافسوا في حُب الله وقربه ليفوز بأقرب درجة إلى الرحمن التي لا تنبغي أن تكون إلا لعبد واحد وكذلك صدقة المسكين الذي يملك وجبة واحده أو قيمتها فيطعم فينفقها إلى البائس الفقير الذي هو أشد منه فقراً أو يعطيه من قيمة طعامة ثم نأتي لصدقة البائس إلى المُعتر وهو إذا سأله أحد السائلين يشكوا إليه أنه جائع ونظر إليه فعلم أنهُ أشد منهُ بُئسً ثم أعطاه طعامه لو جه ربه فبات وهو جائع فتلك هي من أعظم نفقات عباده المُقربين من البائسين حتى لا تكون لهم الحجة فيقولون يا إله العالمين لقد أمرت عبادك أجمعين في التنافس على حُبك وقربك إلى الدرجة العالية التي لا تنبغي أن تكون إلا لعبد من عبادك فهل ليس لعبادك البائسين أن ينافسوا عبادك في حُبك وقُربك بسبب بُئسهم وحتى لا تكون لهم الحُجة على ربهم إن لم يجعل منهم من المُقربين بسبب بُئسهم وذلك لأن الإعلان إلى التنافس إلى الرب لم يأتي فقط للأغنياء بل جاءة الدعوة إلى كافة عباد الله المؤمنين تصديقاً لقول الله ))
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ )صدق الله العظيم
فأما الفرض فهم فيه سواء لأنه على النصاب والزكاة معلومة وهي فرض جبري في الكتاب ولكن الفرق العظيم هو في نافلة النفقات الطوعية فهُنى يوجد الفرق العظيم فأصحاب اليمن أنفقوا النفقة الجبرية فأدوا ما فرض الله عليهم خشية من ناره ولم يزيدوا على ذلك فأولئك نالوا رضوان الله عليهم فشكر لهم وغفر لهم ولم يكن في نفسه شئ عليهم ولكنهم لم ينالوا محبة الله وقُربه بسبب فتنتهم بحُب الدُنيا فلم يؤدوا إلا ما أفترضه الله عليهم فنالوا رضوانه ولم ينالوا بمحبته وذلك لأن حُب الله وحُب الدُنيا لا يجتمعان في قلبه عبده أبداً ومهما زادهم الله من فضله فلن نجدهم يطمعون في حُب الله وقربه بل يؤدوا ما فرض الله عليهم وهي الزكاة المعلومة في الكتاب لأنها ركن من اركان الإسلام ولكن المُقربين يوجد بين قلوبهم وقولب اهل اليمين إختلافاً كبيراً لانهم يجدون المُتعة والنعيم في التقرب إلى ربهم بالنفقات في سبيل الله قٌربة إلى ربهم ويفرحون بالمال لكي يستمتعوا بالنفقة الطوعية إبتغئ رضوان الله وحُبه والمزيد في قربه فيتنافسون على ربهم أيهم أحب وأقرب فألئك هم عباد الله المُكرمون من الأنبياء والمُقربون فجميعهم مُتنافسين إلى حُب الله وقربه أيهم أقرب أولئك عباد الرحمن وأولئك هم الوفد المُكرمون في الكتاب لم يتم حشرهم إلى النار ولم يتم حشرهم إلى الجنة فلربما يود الحُسين إبن عُمر أو المُدكر أو عبد الله طاهر أو أحد الأنصار السابقين الأخيار أن يُقاطع المهدي المُنتظر فيقول أفلا تفتينا يا خليفة الله المُنتظر من مُحكم الذكر إلى أين يتم حشر هاؤلاء المُكرمون من البشر ومن ثم يردُ عليهم المهدي المُنتظر أولئك يتم حشرهم من أرض المحشر إلى ذات الله الواحدُ القهار كوفداً مُكرمون فيرفعهم إلى الحجاب على منابر من نور حتى لم يكن فاصل بينهم وبين وجه ربهم إلا الحجاب تصديقاً لقول الله تعالى(( يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً )) صدق الله العظيم أولئك الوفد المُكرمون من أتباع المهدي المُنتظر يتم حشرهم على منابر من نور ( إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً )يغبطهم الأنبياء والشُهداء وإنا لصادقون فيخاطبهم ربهم فيُكلمهم تكليماً فيقول لهم لقد عبدتم ربكم لا خوفاً من ناره ولا طمعاً في جنته فما تريدون فيقولون نُريد حُبك وقُربك ونعيم رضوان نفسك لأننا أستجبنا إلى دعوة الداعي على بصيرة منك فعلمنا بالبيان الحق للقرأن وقال يا أيها الذين أمنوا إعلموا إن التنافس إلى الرحمن لم يكن حصرياً للأنبياء والمُرسلين فمن كان يحب الله فل يتبع مُحمد رسول الله والمهدي المنتظر وكافة الأنبياء والمُرسلين فبنافس عباد الله في حُب الله وقربه فتدبرنا القول بعقولنا فوجدنا أنه يدعوا إلى الحق ويهدي إلى الصراط المُستقيم وقد كُنى من قبل ذلك لمُشركين بسبب الظن الذي لا يُغني من الحق شيئاً أنما المُكرمون من عبادك هم الأنبياء والمُرسلين وكنى نعتقد أنه لا يحق لنا أن نُنافسهم في حُبك وقربك حتى بعثت إلينا الخبير بالرحمن الإنسان الذي علمته البيان الحق للقران فلم نجده يدعونا إلى عبادته وتعظيمه من دون الرحمن ولم يقول كونوا عباداً لي من دون الرحمن بل قال كونوا ربانيين وعبدوا ربي وربكم الله الرحمن الرحيم وتنافسوا على حُبه وقربه ونعيم رضوان نفسه إن كنتم إياه تعبدون ولذلك خلقكم ولم يدعونا إلى تعظيم الأنبياء والمُرسلين بأنهم هم الوحيدون من عباد الله المُكرمون من دون الصالحين بل يدعونا إلى عبادتك ربنا وحدك لا شريك لك وعلمنا إنما هم عباداً لله أمثالنا من المُسلمين فعلمنا أن لنا الحق في ربنا مالأنبياءه ورُسله فدعانا إلى التنافس في حُبك وقربك ونعيم رضوان نفسك فأستجبنا وتنافسنا على حُبك وقربك ونعيم رضوان نفسك لأننا وجدنا أن برهان دعوته الحق في أنفسنا فوجدنا أن حُبك وقربك ونعيم رضوان نفسك هو حقاً نعيم أكبر من جنتك ونحنُ على ذلك لمن الشاهدين ثم يقول لهم صدقتم ولذلك خلقتكم لتعبدوني فتتنافسون على حُبي وقُربي ونعيم ورضوان نفسي فهل وجدتم أن حُبي وقُربي ونعيم رضوان نفسي على عبادي هو حقاً نعيم أكبر من جنتي فيقولون بلى وربنا ونحنُ على ذلك لمن الشاهدين ثم يقول صدقتم ولذلك خلقتكم وما خلقت عبادي إلا ليعبدوني فيتنافسون على حُبي وقُربي ونعيم رضوان نفسي وإنما جعلت الجنة لمن أطاعني والنار لمن عصاني وما خلقتكم من أجل جنتي بل خلقتُ الجنة من أجل عبادي وخلقت عبادي من اجلي وحدي لا شريك لي من عبيدي ليعبدون نعيم رضوان نفسي فيتنافسون على حُبي وقُربي ونعيم رضوان نفسي ولذلك خلقتهم ))
ويا نعشر الإنس والجان أقسمُ بالله الرحمن الذي أنزل القرأن أني أنا الإنسان الذي علمه الله البيان للقرأن فلو أجتمع كافة عُلماءكم من إنسكم وجنكم لهيمنتُ عليهم بسلطان العلم من مُحكم القرأن وإذا لم أستطيع فلستُ المهدي المُنتظر الحق من ربكم ويا معشر الجن والإنس ذروا المُبالغة في عباد الله المُرسلين فإنكم تعظمونهم بغير الحق بزعكم أنهم الوحيدون المُكرمون من دون الصالحين حتى أشركتم بالله مالم يُنزل بها سُلطان في محكم القرأن وإنما امرهم الله أن يكون من المُسلمين عباداً لله أمثالكم تصديقاً لقول الله تعالى)
(فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ )صدق الله العظيم
فلم يامروكم أن تعظموهم بغير الحق فتجعلوا الله حصرياً لهم من دون الصالحين بل امرهم الله أن يكونوا من المُسلمين فيكونوا ضمن المُتنافسين بين العبيد فيبتغوا إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب فهم يرجون رحمته ويخافون عذابه مثلكم ولو قال لكم أحدهم إعلموا إني عبدا مُكرم في الكتاب فلا ينبغي لكم أن تنافسوني في حُب الله وقربه لتكونوا أحب وأقرب مني فهذا لا يجوز لكم لأني رسول الله إليكم فلو قال ذلك أحداً من جميع الأنبياء والمُرسلين أو المهدي المنتظر خليفة الله رب العالمين لجعله الله من المُعذبين وألقى به في سواء الجحيم ولن يجد لهُ من دون الله ولياً ولا نصيراً وما كان للأنبياء والمُرسلين والمهدي المنتظر أن يقولوا للناس إننا نحنُ عباد الله المُكرمين فقط في الكتاب من دون الصالحين فلا ينبغي لكم أن تنافسونا في حُب الله وقربه برغم حسد المهدي المنتظر المنتظر الشديد وكافة الأنبياء والمُرسلين في ربهم فكلن منى يحسد الاخر ويريد أن يكون هو أقرب عبد إلى رب العالمين ولكننا نحب بعضنا حُب شديد ولكننا لا نحب بعضنا أكثر من الله بل الله هو اشدُ حباً لهُ في قلوبنا وإنما نحب بعضنا من اجل حُب الله بمعنى أننا نحب من يحبه الله ونبغض من يبغضه ولا ينبغي لأحداً منى أن يفضل الأخر في حُب الله وقربه بل كُل منى يريد ان يكون هو أحب وأقرب إلى الرحمن وإنما أدرك الحيلة المهدي المنتظر وأكتشف الوسيلة فؤتيها ثم رفضها فانفقها لمحمد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قُربة إلى ربه ليكون احب وأقرب عباد الله جميعاً ولا أزل مُستمر في التنافس إلى حُب الله وقربه بكُل حرف من دعوتي فلا اريد به أجرا منكم ولكني حريص على هُداكم ليزيدني الله بحُبه وقربه بل اريد ان اهدي الأمم جميعاً حتى يتحقق رضوان الله على عباده وأشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أني لا استطيع أن أستمتع بنعيم الجنة وحورها مالم أعلم إن الله راضي في نفسه وليس رحمة مني بالعباد كلا وربي الله الواحد القهار فلم أتحسر عليهم كمثل جدي صلى الله عليه وأله وسلم بل لأني علمت بحسرة من هو أرحم بعباده من مُحمد رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ومن المهدي المنتظر ومن كافة الأنبياء والمُرسلين الله أرحم الراحمين فعلمت ما يقول في نفسه حين يهلك عباده الكافرين برُسله ((إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ(29)يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزءُون(30)أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ(31)وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ(32)}صدق الله العظيم
فقلت صدق ربي إنهُ حقاً أرحم الراحمين ويدعوا عباده ليغفر لهم ذنوبهم فكيف يكفرون برحمة ربهم وأعرضوا عن دعوة رُسله إلى رحمة الله وعفوه وقال الله تعالى)
(وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ. قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ)صدق الله العظيم
وكذلك المهدي المنتظر يدعو كافة عباد الله من الجن والإنس بما فيهم إبليس وذُريته ومن كل جنس من الأمم جميعاً ما يدئب منها أو يطير إلى رحمة الله التي وسعت كُل شئ على بصيرة من ربي ولم أقول على ربي الكذب وقال الله تعالى)
((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ )
صدق الله العظيم
فاتبعوا ايات ربكم التي احاجكم بها من محكم كتابه يفقهها عالمكم وجاهلكم وكُل ذي لسان عربي منكم أيات بينات مُحكمات هُن أم الكتاب قرأن عربي مبين غير ذي عوج فهل أنتم مهتدون فكيف تقولون لا يعلم تاويله إلا الله فتذروه وراء ظهوركم وأتخذتموه مهجوراً من التدبر والتفكر في ايات الكتاب وذروا مُتشابه القرأن فلم يجعل الله فيه الحُجة عليكم بل جعل الحجة في أيات الكتاب المحكمات البينا التي يحاجكم بها المهدي المنتظر ويامعشر الشياطين من الجن والإنس أقسمُ بالله العظيم أني لا أخدعكم وأنكم إذا أنبتم إلى ربكم أنه سوف يهديكم كما هدى سحرة فرعون فجعلهم من المُقربين وجعلهم من المُكرمين وقد كانوا أولياء الشياطين الذين يعلمونهم السحر فتذكروا قول الله تعالى يا عباد الله الذين اسرفوا على أنفسهم وأجيبوا الداعي إلى عفو الله وغفرانه فلا تستكبروا عن دعوة الحق إلى ربكم ليغفر لكم إنهُ هو الغفور الرحيم أم إنكم لا ترون أن هذه الأية محكمة إلى عباد الله جميعاً من الجن والإنس ومن كُل جنس وقال الله تعالى في محكم كتاب القران العظيم(((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) صدق الله العظيم
ويا ايها الشيطان إبليس الذي يرانا وقبيله من حيث لا نراهم من جنة الفتنة من تحت الثرى أني أعلمُ بمكانك مما علمني ربي في كتابه وأعلمُ بمكرك جميعاً وإني بإذن الله لمُبطله جميعاً وسوف يهدي الله بعبده كافة الأمم حتى لا يتبعك إلا من يعلم أن الشيطان الرجيم عدو الله ثم يتخذك ولياً من دون الله وهو يعلمُ إنك الباطل من دون الله إذا لن ينفعك مكرك أنت وجميع جنودك من شياطين الجن والإنس فلن تضلوا في الأخير إلا أنفسكم فإني المهدي المنتظر المُنقذ بإذن الله كافة الأمم من فتنتك بالبعث الأول فكيف تدعي الربوبية وقد كشفت لهم امرك من قبل وبينت لهم مكانك وجيوشك وأبطلت خطتك بالبيان الحق للقرأن العظيم ونعم فلولا بعث المهدي المنتظر بالبيان الحق للقرأن العظيم من ذات القران لفتنت يا إبليس المسيح الكذاب الأحياء والأموات إلا قليلاً من المُخلصين من المؤمنين تصديقاً لقول الله تعالى))
((وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً} صدق الله العظيم وذلك لأن بينت لهم أحاديثك المدسوسة في السنة النبوية عن طريق أولياءك من شياطين البشر الذين يقولون على رسوله بغير الحق في احاديث السنة النبوية وقال الله تعالى)
(( لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً)صدق الله العظيم
وذلك هو المهدي المنتظر فضل الله على المُسلمين وهم عن فضل الله مُعرضين ولكن الله سوف يظهرني عليهم بأية من السماء وعلى الناس اجمعين فتجعل أعناقهم من هولها خاضعين ولخليفة الله ساجدين مُنقادين طائعين وهم صاغرين وليس سجود الجبين بل الطاعة سجودا لأمر ربهم أن يطيعوا خليفته المهدي المنتظر الذي يحاجهم بالبيان الحق للذكر فيدعوهم إلى عبادة الله ليغفر الله لهم فيدخلهم والناس اجمعين في رحمته إلا من أبى رحمة ربه واعرض عن داعي العفو والغفران من الرحمن لكافة الإنس والجان الذي يأتيهم بالبرهان للبيان الحق من ذات القران وليس مجرد تفسير من تفاسير الشيطان لعلماءهم الذين يقولون على الله مالا يعلمون ويحسبون أنهم مهتدون ويحسبون أنهم يهدون الناس إلى صراطاً مُستقيم ثم يحرموا عليهم أن ينافسوا أنبياء الله ورسله فيبالغوا في أنبياء الله ورسله فيعظمونهم بغير الحق وإنما أنبياء الله ورسله عباداً لله مُسلمين وأمر الله كافة أنبياءه ورسله أن يكونوا من المُسلمين فلا يحصروا التكريم لهم بين يدي الله من دون المؤمنين فيكونوا من المُعذبين وقال الله تعالى))
((*(مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ ))صدق الله العظيم
فتنافسوا على حُب الله وقربه إن كنتم إياه تعبدون فلا تعظموا أنبياء الله ورسله وإنما هم عبادا لله من المُسلمين أمثالكم وقال الله تعالى))
(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)صدق الله العظيم
وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين)
خليفة الله عبد النعيم الأعظم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
__________________
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً﴿83﴾
صدق الله العظيم