( بسم الله الرحمن الرحيم)
والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمررسلين وأتباعهم بالحق إلى يوم الدين ثم أما (بعد)
يامعشر عُلماء الأمة لقد نفينا حدا موضوع في حدود الدين الإسلامي الحنيف ورغم هذا التجرئ بالحق
لا تزالون مُتمسكين بالصمت وبالذات الذين أطلعوا على خطاباتي من عُلماء المُسلمين ولاكني أعلم عن
سبب صمتكم إنه حديث ربي وربكم الذي جاء في القرأن العظيم ولو لم أتيكم بالُسلطان من حديث الله
لسلقتموني بألسنة حداد وألجمتموني بالحق إلجاما ولأن الحق معي لذلك ألجمكم ناصر محمد اليماني
بالحق إلجاما وأخرس ألسنتكم بالحق وذلك هو سبب صمتكم العجيب أمام الباحثين عن الحقيقة ولماذا
يامعشر عُلماء الامة تصمتون عن الحق وأنتم تعلمون بأن الساكت عن الحق شيطان أخرس وقد علمتم بأني
ليس قرأني من الذين يستمسكون بالقرأن وحسبهم ذلك وأضاعوا فرضين من الصلوات فجعلوها ثلاث
وكذلك لست من الشيعة من الذين يستمسكون بروايات العترة والبحث عن كتاب فاطمة الزهراء ولا أعلم
لها بكتاب بل كتابها هو كتاب أباها عليه الصلاة والسلام (القُرأن العظيم) ويذروه ورئ ظهورهم
وكذلك لست من السنة الذين يستمسكون بالسنة ويذرون القرأن ورائ ظهورهم بزعمهم أنه لا يعلم بتأويله إلا الله ورسوله وصحابته الذين في عهده فلا يقومون بالمقارنة بين الأحاديث الواردة هل لا تُخالف
القران في شىء وجميعكم قد خرجتم عن الصراط___________________________المُستقيم
إلا من رحم ربي ولذلك جئتكم على قدر لأخرجكم والناس أجمعين من الظُلمات إلى النور ومن عبادة الرسل
والأنبياء والأولياء إلى عبادة الله وحده مُستمسكا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وأله وسلم
ولا أفرق بين الله ورسوله وأشهد بأن القُرأن من عند الله وكذلك السنة من عند الله جاءت بيان لبعض
أيات القرأن لتزيد أيات من القرأن توضيح وبيان للأمة تصديق لقوله تعالى)
(( وأنزلنا إليك الذكر لتبين لناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون)) صدق الله العظيم
ومن خلال هذا القول الحق يعلم عُلماء الأمة بأن سنة محمد رسول الله جائت لتزيد القرأن توضيح
ولاكن للأسف بأنكم تستمسكون بأحاديث تُخالف هذا القران إختلافا كثيرا وللأسف بأن بعض العلماء
يقول كانت أية في القرأن تخص الرجم فنسيها الناس تصديق لقوله تعالى )
((مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ))
وهذا الإفتراء بسبب ظنهم بأن معنى قوله ننسها أي ينسيها الناس وأنهم لخاطئون فتعالوا لأعلمكم
بتأويلها الحق لعلكم تُرشدون وفيها من المتشابهات وليس معنى النسئ هُنى أنه النسيان بل هو التأخير
وإذا حيرتكم كلمه في أية من الايات فعليكم أن تبحثوا عن معنى هذا الكلمة في أية أخر ولو لم تكن في
نفس الموضوع فهذا ليس قياس وذلك لان هدف الباحث هو أن يستنبط المعنى لكلمة يجهل معناها
وهذا ليس حكم بل بحث عن المعنى لكلمة ما لعلها جائت في موضوع أخر أكثر وضوح وكيف تعلمون
بأن النسئ هو التأخير وليس النسيان فسوف تجدون ذلك في قوله تعالى)
((إنما النسئ زيادة فى الكفر )) صدق الله العظيم
وعلماء الامة يعلمون بأن النسئ هنى معناه التأخير ليواطئوا عدة ما حرم الله ليحلوا ما حرم الله
ومن ثم نعود للأية الاولى(مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) صدق الله العظيم
وإليكم التأويل الحق لمن يريد الحق حقيق لا أقول على الله إلا الحق )
(مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ) قال الله تعالى(بل هو قران مجيد، في لوح محفوظ)
إذا ما ننسخ من أية أي نُنزلها نسخة من اللحوح المحفوظ إلى الأرض إلى محمد رسول الله صلى الله عليه
وأله وسلم بنفس النسخة التي هي موجودة في اللوح المحفوظ
( أَوْ نُنسِهَا ) أي يأخر حُكمها الأصلي والثابت والدائم فتنزل الأية بحكم مؤقت لحكمة من الله حتى ياتي
الوقت المُناسب لنزول حكمها الثابت
( نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْها) وذلك حين نزول الأية بحُكمها الأصل والثابت من ام الكتاب وأصل هذا الدين الحنيف غير أنها
تأتي محولة الاية من أخف إلى أثقل في نظر المؤلفة قلوبهم ولاكنها في الواقع خيرا لهم من الحكم
السابق والمؤقت كمثل قوله تعالى(يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون )
ومن ثم نزل الحكم الام والثابت الذي لا يُبدل أبدا في قوله تعالى)
(يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه )
والإجتناب هُنى من اشد انواع التحريم لدرجة أنكم تجتنبوا الحانات حتى لا توسوس لكم أنفسكم بشرب الخمر من بعد تحريمه وهنى تم تبديل حكم الأية بحكم أخر وهو الحكم الثابت الذي أخره الله من قبل حكمة
منه تعالى مع بقاء الحكم السابق المُبدل فيقى لفظه ولا يأخذ بحكمه أبدى من بعد التبديل
ومن ثم نأتي لقوله تعالى (أَوْ مِثْلِهَا ) وهنى يتنزل للأية حُكم أخر مع بقاء حكمها السابق ولاكنهما
يختلفان في الأجر كمثال قوله تعالى
((يا أيها الذين آمنوا إذ ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ))
وكان من أتى إلى رسول الله ليناجيه في أمر الدين فيقدم صدقة إلى بيت مال المُسمين وفي ذلك حكمة
من الله للذين يضيعون وقت رسول الله بالهدرة الفاضية وكان محمد رسول الله من تأدبه أن لا يقاطع حديث
المُتكلم حتى ينتهي من حديثه ولاكن لا خير في كثيرا من نجواهم إلا من أمر بصدقة ولاكن أهل الدنيا
والمنافقون سوف يصمتون فلا يتكلمون حتى لا يقدموا بين يدي نجواهم صدقة وأما أهل الأخرة فلا يزيدهم
ذلك إلا إيمان وتثبيت ولاكنه يعز عليهم إذا لم يجدوا ما يقدموا فيصمتوا ولو تكلموا لقالوا خيرا ومن ثم جاء
حُكم أخر لهذه الأية مع بقاء حكمها السابق ومن شاء أخذ بالاول ومن شاء أخذ بالأخر ونجد بأن الأية
صار لها حكمان مع عدم التبديل لحكمها السابق بل حكم مثله وقال الله تعالى)
((ءأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلوة وآتوا الزكوة وأطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون) صدق الله العظيم
وهنى تلاحظون بأن الحكم الأول لم يتم تبديله بل جاء حكم مثله ويجوز الأخذ باحدهم ولأحدهم أجر كبير
وهو الاول فإذا لم يفعلوا ما أمرهم الله به من تقديم الصدقة وتاب عليهم إذا لم يفعلوه فلا نجد الحكم
الأخير قد نفى الحكم الاول بل أصبح للأية حكمان ويأخذ بأي منهم مع إختلاف الاجر للذين سوف يدفعون
صدقة عند النجوى وذلك هو معنى قوله تعالى ((أَوْ مِثْلِهَا )) أي يجعل لها حكمان ولم يغير حكمها السابق
وعجيب أمركم يا أهل اللغة فأنتم تعلمون بأن النسخ صورة شئ طبق شىء أخر وهذا ما أعلمه في اللغة العربية ولاكنكم جعلتم النسخ هو التبديل ولاكن التبديل واضح في القران ولم يقول أنه النسخ بل قال الله
تعالى (وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعقلون) صدق الله العظيم
وهنى التبديل لحكم الأية بحكم أخر مع بقاء حكمها السابق في الكتاب ولا يجوز الأخذ به على الإطلاق
بل الأخذ بحكمها الجديد وذلك معنى قوله تعالى(نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا ) وحكم التبديل دائم يأتي من أخف إلى
أثقل في نظر المؤلفة قلبوهم ولاكن هذا الحكم خير للأمةمن الحكم السابق برغم أنه يأتي من أخف
إلى أثقل )
وأما الاحكام التي تأتي للإضافة للحكم السابق وليس للتبديل بل يصبح للأأية حكمان ويأخذ بأي منهم
مع إختلافهم في الأجر فدائما تأتي من أثقل إلى أخف فيكون حكمان للأية أحدهم ثقيل وهو الاول والأخر
تخفيف مع بقاء حكمها الثقيل الاول لمن أراد الأخذ به كمثال قوله تعالى)
((إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مأتين وإن يكن منكم مئة يغلبوا ألفا من الذين كفروا ))
ولاكن هذا الحكم ثقيل على الذين في قلوبهم ضعف باليقين بأن العشرون سوف يغلبون مأتين وهذا يتطلب
يقين من هاؤلا العشرون المقاتلون وحتما سوف يغلبوا مأتين ومن ثم جاء لأية القتال حكم إضافي إلى الحكم
الأول تخفيف من الله مع عدم حذف الحكم الاول والذي يستطيع أن يأخذ به أصحاب اليقين ولم يتم تبديله
ويأخذ بأي منهم مع إختلاف الأجر والصبر والثقيل وزنه ثقيل في الميزان والحكم الأخف وزنه أخف من الاول
في ميزان الحسنات فأما الحكم الثاني للأية والذي لم يأتي تبديل للأول بل حكم مثله وذلك في قوله تعالى
((الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِين) صدق الله العظيم
ولاكنه لم يحرم على العشرون أن يقاتلوا مأتين وإنما جاء التخفيف بسبب ظعف القين مع بقاء الحكم السابق
لمن أراد الأخذ به وذلك هو معنى قوله تعالى(أَوْ مِثْلِهَا) أي يجعل للأية حكمان فيأتي الحكم مثل الحكم الاول في الاخذ به ولم يلغيه شيئا فيأخذ بأين من الحكمين ولاكن هل أجر العشرون الصابرون الذين يغلبون
مأتين كأجر مأة تغلب مأتين كلا بل يستويان في الحكم بالأخذ بأين منهما ولاكنهما يختلفان في الثقل في الميزان لو كنتم تعلمون )
وكذلك مكر اليهود من خلال هذه الأية(((مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) وقالوا إن السنة تنسخ القرأن وأنه كانت توجد أية الرجم في القرأن ثم نسختهم السنة وذلك لأنهم علموا أنهم لا يستطيعون أن يدخلوا عليكم من القرأن لتحريفة نظرا لحفظه من التحريف
ليكون حجة على المؤمنيين ومن ثم أرادو أن ينسخوا القرأن بالسنة قاتلهم الله إنا يؤفكون فكيف ينسخ
حديث رسول الله حديث ربه ما لكم كيف تحكمون وقالوا بأن معنى قوله ننسها أي ننُسيها من ذاكرة
الناس فيضعون أحاديث تتشابه مع ظاهر بعض أيات القرأن والتي لا تزال بحاجة للتأويل لمن يبينها بأن
النسيئ هنى يقصد به التأخير وليس النسيان وللأسف أن الذين في قلوبهم زيغ يتبعون الأحاديث
المتشابهة مع مثل هذه الأيات في ظاهرها لكي يريدون إثبات حديث الفتنة من اليهود وهم لا يعلمون
أنه من اليهود بل يضنوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك هذه الأيات التي تشابهة مع هذا الحديث في ظاهرها والتي لا تزال بحاجة للتأويل فهم يبتغون تأويلها بهذا الحديث وها ؤلا في قلوبهم زيغ
عن القرأن الواضح والمحكم فتركوه وعمدوا للمتشابه من القرأن مع احاديث الفتنة وهم لا يعلمون أنها فتنة
موظوعة من قبل اليهود لذلك برأهم القرأن بأنهم يريدون الإفترائ على الله ورسوله بل إبتغاء البرهان
لهذا الحديث وكذلك إبتغاء تأويل هذه الأيات والتي لا تزال بحاجة إلى تفسير ولاكن في قلوبهم زيغ وذلك
لأنهم مصرين بأن هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بغض النظر هل يوفق القران أم لا
بل وقالوا إذا السنة تنسخ القران وذلك هو الزيغ بعينه فكيف ينسخ حديث العبد حديث الرب بل كل الحديث
من عند الله وتأتي الأحاديث في السنة لبيان حديثه في القرأن فتزيده بيان وتوضيح ثم أني لا أجد في اللغة
بأن النسخ معناه المحو والتبديل بل النسخ من اللوح المحفوظ قتنزل نسخة لنفس الأية التي نزلت هي
نفسها في اللوح المحفوظ والأية المُنزلة نسخة منها لذلك قال الله تعالى)
((مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا) صدق الله العظيم
ولم أجد بأن النسخ يقصد به التبديل أبدى على الإطلاق وكلمة التبديل واضحة في القرأن العظيم
في قوله تعالى(وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعقلون)
صدق الله العظيم
فكيف تجعلون النسخ هو التبديل برغم أنكم تعلمون المعنى الحق للنسخ في اللغة أنه صورة طبق الأصل
وحتى القرأن يقول بأن النسخ صورة طبق الأصل كمثال قوله تعالى(إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون)
صدق الله العظيم
أي يقصد أعمالهم نسخة طبق الأصل لما يعملون دون زيادة أو نُقصان بالحق كما يفعلون يجدون ذلك في
كُتبهم (اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ) صدق الله العظيم
ثم وجد كل منهم كتابه نسخة طبق الأصل لعمله فلم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا
حاضرا ولا يظلم ربك أحدا فكيف تجعلون النسخ هو المحي مالكم كيف تحكمون فقد بينا لكم من القرأن بأن
النسخ صورة لشئ طبق الأصل تما ما وكذلك أنتم تعلمون ذلك في اللغة فكيف يضلوكم اليهود حتى عن فهم لغتكم الذي تعلمونها علم اليقين ومن كان له أي إعتراض على خطابنا هذا فل يتفضل للحوار مشكورا
أخو المُسلمين الحقير الصغير بين يدي الله والذليل على المؤمنيين تواضع لله
الإمام ناصر محمد اليماني