أسماء ملائكة الموت في كتاب الله القرآن العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى((ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا")) صدق الله العظيم
وقال تعالى (( ثم إن علينا بيانه )) صدق الله العظيم
وبه أستعين وأتلقى البيان الحق للقرآن العظيم بوحي التفهيم وليس وسوسة شيطان رجيم بل أصْدقُ البيان الحق باستنباط السلطان الواضح والبين من القرآن كتاب الله المُنير فأدعو إلى سبيل ربي على بصيرة وأنا من المسلمين ثم أما (بعد)
وإليك البيان الحق من نفس الحق تصديقا" لقول الله تعالى((ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا")) صدق الله العظيم
وقال الله تعالى (( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد، إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد، وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد )) صدق الله العظيم
وإليكم البيان الشامل في شأن رقيب وعتيد وإنا لصادقون بإذن الله رب العالمين .. وإن رقيب وعتيد هم من ملائكة الله المقربين أرسلهم الله ليقوموا بحفظ عمل الإنسان وأقواله خيرها وشرها فإذا ذكر الإنسان الله بلسانه كتب رقيب لفظ الذكر وإذا ذكر الإنسان الله في نفسه بغير لفظ اللسان والشفتين فعندها لا يعلم رقيب بما توسوس به نفس الإنسان ولكنهُ يعلم بذلك الذي خلق الإنسان وهو أقرب إليه بعلمه من حبل الوريد ، فيوحي الله إلى رقيب بما وسوست به نفس الإنسان من الذكر الخفي فيتلقى الملك رقيب الوحيَ من ربه ، فيقوم بحفظه في الكتاب المطهر الذي بيده ، والملك رقيب هو سفير و مندوب جنّة المأوى ، لأنه يكتب ما يؤدي إليها من قول وعمل صالح لذلك يُسميه الله في القرآن سفير أي سفيرا" للجنة لكتابة ذكر الله والعمل الصالح وقال الله تعالى (( كلا إنها تذكرة فمن شاء ذكره في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة )) صدق الله العظيم
بمعنى أنه لا يُسجل إلا الخير من نجوى الإنسان لذلك قال الله تعالى(( فمن شاء ذكره في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة )) صدق الله العظيم
والسفرة هم ملائكة سفراء جنة المأوى ويوجد مع كُل إنسان ملك واحد منهم اسمه (رقيب) و يوجد عن يمين الإنسان مكلف معه من البداية ، منذ إقامة الحجة إلى النهاية في منتهاه المصيري والأبدي الخالد ، وأما عتيد فهو كذلك من ملائكة الله المكرمين والمقربين من الغلاظ الشداد بالحق وهو سفير لجهنم ومُكلف بكتابة كُل قول وعمل غير صالح يؤدي إلى جهنم ، ويكتب حتى ما توسوس به نفس الإنسان تصديقا" لقول الله تعالى ((وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ)) صدق الله العظيم
ولكن عتيد لا يعلم ما توسوس به نفس الإنسان بل يتلقى ذلك بوحي من الذي خلق الإنسان وهو أقرب إليه بعلمه وسمعه من حبل الوريد الذي معهم أينما كانوا ، يسمعُ ويرى، الله لا إله إلا هو رب العالمين الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى الله لا إله إلا هو لهُ الأسماء الحسنى وأما ما يُلفظ به الإنسان بالشفة واللسان فإن كان خيرا" كتبه رقيب وإن كان شرا" كتبه عتيد فهُم لا يكتبون جميع هزهزة الإنسان بل القول أو العمل الذي يؤدي إلى الجنة أو القول أو العمل الذي يؤدي إلى النار، لذلك قال الله تعالى ((فمن شاء ذكره في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة)) صدق الله العظيم
فنجد الملائكة السفراء لجنة المأوىّ لا يكتبون من النجوى إلا الذكر وكُل قول فيه خير أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ، وكُل ذلك ليس إلا جُزء من المهمات الموكلين بها ، رقيب وعتيد ، ومن ثم ننتقل إلى مهمتهم الثانية إذا جاء الإنسان قدر الموت المقدور في الكتاب المسطور ودنا أجله المحتوم ولكُل أجلٌ كٍتابٌ مرقوم يُصدقه الله في ميقاته المعلوم وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا" مُؤجلا" ، وعندها يصبح رقيب وعتيد هم أنفسهم ملائكة الموت فإذا كان الإنسان من أصحاب النار فيوحي الله إلى عتيد بأنه ملك الموت الموكل بهذا الإنسان ومن ثم يقوم الملك رقيب بمساعدة عتيد في التوفي لهذا الإنسان والذي هو من أصحاب النيران والذي أيقض الله له شيطان فهو له قرين فيصده عن السبيل ويوسوس له بأنه لمن المهتدين ، و بعد الأمر إلى ملك الموت عتيد الذي وكل بالكافرين ولكل إنسان كافر بالذكر ملك اسمهُ عتيد ، ولم يجعل الله ملك الموت واحد فقط سُبحانه ، إذ كيف يستطيع ملك واحد يتوفى الناس فيتجزأ هُنا وهُناك في آن واحد ، إذ يموت كثير من الناس في كل مكان ، و يا سبحان الذي يحيط بكل شيء رحمةً وعلما" وهو على كل شيء قدير ، في آن واحد وتلك صفة ليست إلا لله سبحانه وما جعل الله لإنسان ولا جان ولا ملك من قلبين في جوفه !! بل صفة الله الذي ليس كمثله شيء يستطيع أن يسمع هذا وذاك ويخلق هذا وذاك في آنٍ واحد لا يسهو ولا ينسى ولا تأخذه سنة ولا نوم ولا يغفل عن شيء وهو على كل شيء قدير في آنٍ واحد ، وذلك لأنه لربما يود أحدكم أن يُقاطعني فيقول قال الله تعالى (( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون )) صدق الله العظيم
ومن ثم يرد عليه المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني فأقول مُقسما" بالله العلي العظيم بأن ملك الموت الموكل بالكافرين إنه الملك ( عتيد ) وهو طائر الإنسان في عنقه إن أقيمت عليه الحجة وقال تعالى (( قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَ لَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19)) صدق الله العظيم
ولكنه ليس طائرٌ واحدٌ ، بل لكُل إنسان مُعرض طائر ، وهو ملك الموت عتيد ، وقال الله تعالى (( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونُخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً. إقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا)) صدق الله العظيم
و لربما يود أحد من جميع المُسلمين أن يُقاطعني فيقول بل ملك الموت اسمهُ (عزرائيل) ومن ثم نرد عليه فنقول تعال لنحتكم إلى القرآن العظيم ومن أحسن من الله حُكما" لقوم يعلمون فلا يتبعون الظن الذي لا يُغني من الحق شيئا" وتالله لولا أني أريد أن أنزه ربي بأن ليس كمثله شيء لما فتحت الحوار في شأن عزرائيل ، ولكن عقيدتكم في شأن عزرائيل تشابه صفة من صفات الله الذي ليس كمثله شيء وهي صفة القدرة والإحاطة بكل شيء علما" في آن واحد ، وعقيدتكم في عزرائيل تشارك مع صفة من صفات الله سبحانه لما أخذت في حقيقة (عزرائيل) اسما" ما أنزل الله به في القرآن من سُلطان .. ولكن الله أنزل في القرآن أسماء جميع ملائكة الموت الذين يتوفون البشرية أجمعين فلم يُغادر منهم أحدا" برغم أن تعداد ملائكة الموت ضعف تعداد البشرية أجمعين الأولين منهم و الآخرين وأنزل الله في القرآن جميع أسمائهم فلم يُغادر منهم أحدا" ولم نجد بينهم ملك اسمه (عزرائيل) على الإطلاق وكذلك وجدتهم بأنهم يتلقون الوحي مُباشرة من الحي القيوم الله رب العالمين الذي خلق الإنسان ويعلم ما توسوس به نفسه وهو أقرب إليه من حبل الوريد فيوحي إلى رقيب وعتيد ما توسوس به نفس الإنسان فهم لا يعلمون ما توسوس به نفس الإنسان غير الذي خلقه الذي يعلم ما تخفي الصدور وأما ما يلفظ الإنسان بلسانه وشفتاه فهم به يعلمون فإن كان خيرا" كتبه رقيب وإن كان شراً كتبه عتيد ، هأنتم تعلمون يا معشر المُسلمين بأنه يوجد مع كُل إنسان ملكان اثنان أحدهما اسمه (رقيب) والآخر اسمهُ (عتيد) وكذلك تعلمون بأنهم ليسا اثنان فقط يحيطون بما يعمله كل الناس ، وسبحان الذي وسع كل شيء علما" صفةٌ لله وحده سبحانه ، بل يوجد مع كُل إنسان ملكان اثنان أحدهما اسمه (رقيب) كما تعلمون والآخر اسمه عتيد قد جعلهم الله سُفراء الجنة والنار أولئك هم السفرة الكرام البررة أي سفير النعيم وسفير الجحيم ، فمن شاء ذكره سبحانه فيكتب ذكره رقيب سفير الجنة ..
ولسوف ننتقل الآن إلى مهمتهم الثانية وهي عند التوفي فنبحث في القرآن سويا من هم ملائكة الموت الذين يتوفون الإنسان سواء كان من أهل الجنة أومن أهل الجحيم فأما أصحاب الجحيم فأجد في القرآن بأن الله يوكل بِهم ملك الموت عتيد بمعنى أن لكُل إنسان منهم ملك الموت الذي وكل به و اسمه عتيد وليس ملك واحد يتوفى الأنفس فلنحتكم للقرآن العظيم إن كنتم به مؤمنين .. وكما ذكرنا لكم من قبل بأن الحفظة هم الملائكة الذين أرسلهم الله لكتابة عمل الإنسان خيره وشره فيُلازموه حتى إذا جاءه الموت فيتوفوه فيقومون برفعه ، وهم لا يفرطون فيتركوه حتى من بعد الموت ، فهم يلازموه فلا يفرطون وذلك لأنهم مكلفون مع أصحاب النار حتى من بعد الموت إلى يوم يقوم الناس لرب العالمين ، وكما قلنا لكم من قبل بأن الحفظة للأعمال إنهم الملك رقيب والملك عتيد الذين أرسلهم الله لملازمة الإنسان وكتابة أعماله وأقواله حتى يأتي أجله فيتلقوا الوحي من الله بالتوفي لهذا الإنسان وقال الله تعالى ((وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ)) صدق الله العظيم
ولكن الأمر يختلف إذا كان الإنسان من أصحاب الجنة فإن الذي يوكل بنشط روحه إنه ملك الموت رقيب سفير الجنة ويقوم الملك عتيد بمساعدة الملك رقيب بنشط روح المؤمن وأما إذا كان المتوفى من أصحاب النار فإن الذي يوكل بها هو ملك الموت عتيد سفير النار ومن ثم يقوم الملك رقيب بمساعدته ولا يستوي أهل النار وأهل الجنة في مماتُهم وتختلف سكرات الموت وذلك لأن ملائكة الموت رقيب وعتيد ينشطون روح المؤمن نشطا" فأما إن كان من أصحاب الجحيم فإنهم ينزعونها بسياطهم بالضرب الشديد لوجوههم وأدبارهم ضربا" مؤلما" فنجد في القرآن العظيم بأنهم يبسطون إليهم أيديهم بالضرب الشديد وقال الله تعالى (( وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ)) صدق الله العظيم
وكما قلنا لكم بأن البسط لأيدي الملائكة إلى الذين كفروا إنه بالضرب الشديد ، أول منازل العذاب ومن ثم يحملوه إلى نار جهنم في قدره المعلوم ، وقال الله تعالى (( وَلَوْ تَرَىَ إِذْ يَتَوَفّى الّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاّمٍ لّلْعَبِيدِ)) صدق الله العظيم
ومن بعد الضرب وإخراج النفس يحملونه ليذيق عذاب الحريق ولكنه يصرخ صراخاً شديدا" يا ويلتاه إلى أين تذهبون بي ؟ وذلك لأنه علم بأن من بعد الضرب في كل بنان في الواجهة الأمامية والخلفية ثم يقومون بحمل هذه النفس المجرمة إلى نار جهنم وعندها يصيح يا ويلتاه إلى أين تذهبون بي ؟ وذلك لأنه قد علم بأن من بعد ذلك عذاب جهنم لذلك قال تعالى (( وَلَوْ تَرَىَ إِذْ يَتَوَفّى الّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ )) صدق الله العظيم
وكذلك يقومون بمساءلتهم قبل أن يُلقوا بهم في حفرتهم في نار جهنم في ذَات جهنم ، ويلقي إليه السؤال عتيد ما كنت تفعل من السوء ؟ ومن ثم يلقي الإنسان الكافر السلم نابذا" التحدي وراء ظهره بل مستسلم فيقول ما كنا نعمل من سوء !! فعندها أنكروا جميع ما كتبه الملك (عتيد) ولكن عتيد رد عليه قائلا" بل عملت السوء ولم أظلمك شيئا" وسوف يحكم الله بيني وبينك بالحق إن الله يعلم ما تعملون وقال الله تعالى ((الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء)) صدق الله العظيم
ففي هذا الموضع أنكر الإنسان ما كتبه عليه عتيد برغم أنه لم يقرأه بعد وإنما سأله عتيد عن عمله فقال ما كنت تعمل (فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء) وقال الله تعالى(الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء) ومن ثم ننظر رد الملك عتيد على هذا الإنسان الذي أنكر ما كتبه عليه عتيد وقال الله تعالى ((الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿28﴾صدق الله العظيم
فالذي قال (بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) وهو الملك عتيد الذي اتهمه الإنسان بظلمه لذلك قال بلى إنك كنت تعمل السوء وما ظلمتك شيئا" ولسوف يحكم الله بيني وبينك بالحق وأني لم أظلمك شيئا" لذلك قال ( إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) أي سوف يحكم بيننا بالحق هل افتريت عليك بغير ما لم تعمل ثم يأتي يوم القيامة الإنسان الكافر والملك عتيد يسوقه لكي يحكم الله بينهم لأنه يعلم فعل الإنسان لذلك عتيد الذي اتهمه الإنسان الكافر بالافتراء أصبح خصما" لهذا الإنسان فهو يسوقه إلى الله يوم القيامة ليحكم بينهم بالحق ، وأما رقيب فيكون في موضع الشاهد وذلك لأنه كان حاضرا"على عمل السوء الصادر من الإنسان ولكنه لم يكن مُكلفا" بكتابة أعمال السوء ولكنه شاهداً عليها أجمعين لذلك يُسمى يوم القيامة ( شهيد ) ومن ثم يدلي بشهادته بين يدي الله بأن ما كتبه عتيد حق ومن ثم يطعن الإنسان في شهادة الشاهد رقيب ويحلف لله بالله أنه ما كان يعمل من سوء وقال الله تعالى ((وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ* ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ* انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ)وقال الله تعالى(( يوم يبعثهم الله جميعاً فيحلفون له كما كانوا يحلفون لكم* ويحسبون أنهم على شيءٍ* ألا إنَّهُم هم الكاذبون)) صدق الله العظيم
وفي ذلك الموضع يختم الله على أفواههم فينطق الله أيديهم وأرجلهم وجلودهم فتشهد عليهم بما كانوا يعملون ومن ثم يفُك الله أفواههم فينطقون فيقولون لأيديهم وأرجلهم وجلودهم لما شهدتم علينا ؟ قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وعندها يصدر الأمر الإلهي إلى عتيد ورقيب أن يلقيا بذلك الإنسان في نار جهنم وعندها يصرخ قرين الإنسان ربي ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد قال لا تختصموا لدي اليوم وقد قدمت إليكم بالوعيد ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد وقال الله تعالى(( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16)إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17)مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19)وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20)وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21)لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22)وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23)أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24)مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26)قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27)قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ (28)مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (29)يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ )) صدق الله العظيم
وكما علمناكم من قبل أن الحفظة هم المكلفون مع الإنسان من البداية إلى النهاية وقد تبين لكم بأن السائق أنه الملك عتيد وأما الشاهد فهو قرينه الملك (رقيب) كاتب الحسنات ولكن الله جعله شاهد بالحق لأنه كان حاضرا" أثناء عمل السوء من الإنسان ولم يرى رقيب بأن الملك عتيد كتب على الإنسان غير ما فعل وكان رقيب على ذلك من الشاهدين لذلك أدلى بشهادته بين يدي الله وقال (وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ ) وتلك هي الشهادة التي ألقاها رقيب قرين عتيد بين يدي الله بأن ما كتبه عتيد حق ولم يظلم الإنسان شيئا" ورقيب هو قرين السائق والسائق هو الملك عتيد يسوق الإنسان إلى ربه ليحكم بينهم هل ظلمه فلا تنسوا بأن الإنسان أنكر جميع أفعال السوء المكتوبة لَدَى عتيد لذلك قال الإنسان صاحب أفعال السوء بأنهُ ما كان يعمل من السوء شيئا" فأصبح عتيد مفتريا" عليه إذا كان صادقا" ولم يفعل السوء و انظروا إلى الإنكار وقال الله تعالى ((الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء)) صدق الله العظيم
لذلك نجد الملك عتيد يسوق الإنسان إلى ربه ليحكم بينهم بالحق وتذكروا قول عتيد وقال الله تعالى((الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون )) صدق الله العظيم
فأما قول عتيد هو(بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون ) بمعنى أنه رد الحكم لله ليحكم بينهم لذلك نجد عتيد هو السائق للإنسان يوم القيامة وأما الملك رقيب فنجده الشاهد لأنه كان حاضرا" مع الإنسان صاحب أفعال السوء ومع عتيد الذي كُلف بكتابة السوء ولم يشهد بأن عتيد كتب على الإنسان ما لم يعمل لذلك جعله الله شاهدا" بالحق لذلك أدلى بشهادته بين يدي الله وهي قوله تعالى(( وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ )) صدق الله العظيم
ويقصد بقوله( قَرِينُهُ) أي قرين السائق وليس قرين الإنسان وقد علمناكم بأن السائق هو الملك عتيد وأما قرينه فهو صديقه وهو الملك (رقيب) وأما قرين الإنسان فهو الشيطان وهو الذي قال ( ربي ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد) وإذا تدبرتم سوف تجدون الأمر صادر على المكلفين بالإنسان وأنهم اثنين وهما السائق الملك (عتيد) والشاهد الملك (رقيب) وبعد أن أدلى الملك رقيب بشهادته ومن ثم طعن في شهادته الإنسان ومن ثم شهدت عليه أطرافه وجلده ومن ثم صدر الأمر على الملكان عتيد ورقيب بأن يلقيا به في نار جهنم و انتهت وانقضت مهمتهم لذلك تجدون الأمر صدر بالمثنى وقال تعالى(( وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24)مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ (25)الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26))صدق الله العظيم
وهذه الآية واضحة وجلية بأن المكلفين هما إثنان لكل إنسان من البداية إلى النهاية وهما الملك(عتيد ) والملك(رقيب) لذلك تجدون الأمر الإلهي صدر بالمثنى مرتين وقال تعالى(أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24)مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26)) صدق الله العظيم
إذا" قد تبين لكم بأن ملائكة الموت هم أنفسهم (رقيب) و(عتيد ) وأنهم لا يفرطون فيتركون الإنسان ، بل من البداية إلى حين الموت فيتوفونه وهم لا يفرطون أي مستمرون في التكليف من بعد الموت إلى يوم القيامة حتى يلقياه في العذاب الشديد جسدا" وروحا" .. إذا" الحفظة هم أنفسهم رُسل الموت يلازمون الإنسان حتى يأتيه الموت فيتوفوه وهم لا يفرطون أي لا يتركوه بل يستمر تكليفهم من بعد الموت وقال الله تعالى((وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ)) صدق الله العظيم
فتدبروا الآية جيدا" (وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ) ولكنكم تظنون بأن رُسل الموت جُدد بل هم أنفسهم الذين أرسلهم من قبل وهم عتيد ورقيب ، لذلك قال الله تعالى (( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ)) صدق الله العظيم
وكل هذا البيان ليس إلا تفسيرٌ لهذه الآية التي طلب مني أخي حبيب الحبيب أن أفسرها وهي قوله تعالى (( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ(18))صدق الله العظيم
فكتبنا لكم البيان المختصر لهذه الآية وفصلناها تفصيلا" ، ولا يزال لدينا كثيرا" من البراهين للتأويل الحق ندخره للممترين فنلجمهم إلجاما" .. فتدبر يا حبيب الحبيب وتفكر فإن كان لديك بيانا" خيرا" من تأويلي وأحسن تفسيرا" فآتنا به وأثبت بأن تفسيري هذا على ضلال مُبين ولكني أقول لك لن تستطيع أن تقول أنه باطل وذلك لأني لم آتي بالتأويل للآية بالظن والإجتهاد من رأسي ، بل جميع التأويل من نفس القرآن العظيم إذا" لا تستطيع أن تنكر القرآن إلا أن تكون من الكافرين بالقرآن العظيم ، وأكرر ثم أكرر ثم أكرر فأقول يا معشر جميع عُلماء الأمة لإن جادلتموني من القرآن فغلبتموني فإن علي لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، وإن غلبتكم وعلمتم أن بياني لهو الحق المُبين ثم لا تعترفون بالحق فإن عليكم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين والساكت عن الحق شيطان أخرس ، وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله رب العالمين ..
وأخص باللعنة الذين علموا علم اليقين بأني حقا" المهدي المنتظر ثم صمتوا عن نصرة الحق وكأن الأمر لا يعنيهم شيئا "ولكن يا معشر عُلماء الأمة أفلا ترون بأن المسلمين منتظرون إيمانهم بشأني حتى يؤمن بشأني علماء المسلمين ، ولكنه صار لي ثلاث سنوات وأنا أدعو علماء الأمة إلى الحوار فأصول وأجول في ساحة الحوار فأقول هل من مبارز بعلم وهُدى وكتاب منير ، وأقوم بنفي عقائد الباطل ورغم ذلك أجد علماء الأمة لا ينطقون فيذودون عن حياض الدين إن كانوا يروني في ضلالٍ مُبين أو ينصروني بالاعتراف بالحق إن كانوا يروني أنطق بالحق وأهدي إلى صراطٍ مستقيم ولكنهم لا يزالون مذبذبين ، لا ضدي ولا معي ، ومن منّ الله عليه فأظهره على شأني في الإنترنت العالمية ثم لا ينبئ الناس بقدر ما يستطيع فقلبه قد أثم ، ولسوف يسأله الله عن موقفه نحو المهدي المنتظر الناصر لمحمد رسول الله والقرآن العظيم ويا معشر الباحثين عن الحقيقة في الإنترنت العالمية اتقوا الله وبلغوا عني جميع عُلماء الأمة ومفتيي الديار الإسلامية ولا تكونوا ساذجين بمجرد ما يقول لكم أحد العلماء أن ناصر اليماني على ضلال مبين فتقولون صدقت أيها العالم المفتي بغير علم ولا هُدى ولا كتاب منير، بل حكم علينا بالضلال بغير علم ولا سلطان فاقتفيتموهم ، وقد حذركم الله أن تقفوا ما ليس لكم به علم فإن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا" ، فمن أنكر أمري من علماء الأمة فعليه أن يواجهني في جهاز الحوار العالمي فيلجمني في موقعي إلجاما" في موقع الحوار الإسلامي العالمي في موقع البشرى ويا ابن عمر إني أستحلفك بالله العلي العظيم إذا غلبني علماء الأمة أو أحدهم أن تترك خطابه في موقعي ليتبين للأمة إني على ضلال مُبين إن غلبني بعلم وسلطان منير ، وأنا ناصر محمد اليماني أقول لإن غلبني أحد علماء الأمة أو جميعهم أو بعض منهم بعلم وسلطان منير فإن علي لعنة الله والملائكة والناس أجمعين في كُل لحظة وحين وفي كُل ثانية في السنين إلى يوم يقوم الناس لرب العالمين ،ولكنهم لا يستطيعون ، وهل تعلمون لماذا أنا متأكد أنهم لا يستطيعون ؟ وذلك لأنهم لن يستطيعوا لأني مُتسلح بالعلم والسلطان من الكتاب المنير القرآن العظيم حديث رب العالمين فبأي حديث بعده يؤمنون وسلام الله على الأخ حبيب الحبيب وجميع المسلمين السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين وسلام على المُرسلين والحمد ُلله رب العالمين
أخوكم المهدي المنتظر الإمام ناصر محمد اليماني