نوح عليه الصلاة والسلام مناجي ربه (( رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ)فهذا نوح يقول يارب إن إبني من أهلي وأنت أحكم الحاكمين ولاكن الله بين لهُ أنه ليس إبنه بل ثمرة عمل غير صالح بسبب خيانة زوجته مع أحد شياطين البشر من الذين لا يلدون إلا وهم فُجاركُفار من الذين شملتهم دعوة نوح عليه الصلاة والسلام ويريد الله أن يُطهر الأرض منهم تطهيرا كشجرة خبيثة أجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار ولاكنكم رأيتم رد الله إلى نوح وكأنه صار في نفس الله شيئ من نوح بسبب دعوته وقال (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) صدق الله العظيم فأدرك نوح بأنه صار في نفس ربه شىء بسبب سؤاله من ربه لشئ ليس له به علم وقال (رب إني أعوذ بك أن أسئلك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين)وأما سبب الرد الجلف من رب العالمين إلى رسوله نوح وذلك لأن الله قد أفتاه من قبل أن يصنع السفينة بأنه لن يؤمن له من قومه إلا من قد أمن لو لبث فيهم ألف سنة أخرى وذلك لأنهم قدصاروا أجمعين من ذُريات الشياطين ثم قال نوح )( رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا) ثم وعد الله نوح بالإجابة وأنه سوف يغرقهم أجمعون وعليه أن يصنع السفينة ثم أمره أن لا يخاطبه في الذينا ظلموا إنهم مغرقون أجمعون ولاكن لماذا أوحى الله إلى رسوله بالأمر بأن لا يُخاطبه في الذين ظلموا وأنه سوف يغرقهم أجمعون فلا يذر على الأرض منهم ديار واحدأجابة لدعوة نوح وقال(رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا)ولاكني أكرر وأقول لماذا يأمر الله رسوله نوح بالأمر أن لا يُخاطبه في الذين ظلموا برغم أن الهلاك إجابة لدعوة نوح على الكافرين )فهل تعلمون لماذا وذلك لأنه يعلم بأن ولده سوف يكون من المغرقين معهم وأن نوح سوف تأخذه الشفقة والرحمة بولده وسوف يُخاطب الله في شأن ولده مُخالف أمر ربه الذي أوحى إليه من قبل في قوله تعالى ((وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (٣٦)وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ )صدق الله العظيم ولاكن الشفقة والرحمة بولده أجبرته على مخالفة الأمر (وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ )ولاكن نوح خاطب ربه في شأن ولده وفتنته الرحمة والشفقة بولده فتناسى أمر ربه ألا يعلم بأن الله هوأرحم الراحمين لذلك وجدتم الردمن الله على نوح كان قاسي (فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِين ) ولاكن نوح أدرك بأنه تجاوز الحدود في شئ لا يحيط به علما وان الله صار في نفسه شئ من عبده ورسوله نوح عليه الصلاة والسلام بسبب تجاوزه الحدود في مسألة لا يحيط بها علماولأن نوح أدرك ما في نفس ربه عليه من خلال الرد القاسي لذلك قال)((رب إني أعوذ بك أن أسئلك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين) صدق الله العظيم ويدرك مدى خطابي هذا الراسخون في العلم بمعرفة ربهم وإنما يخشى الله من عباده العُلماء بمعرفة عظمة ربهم فيقدروه حق قدره فلا يدعون من دونه أحدا
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني