الى كافة الباحثين عن الحق المُكرمين من أصحاب الفكر والعقل والمنطق عليكم أولاً أن تبحثون في الكتاب عن ناموس خليفة الله المُصطفى فهل يختص بإصطفاءه الملائكة المُقربون فيصطفونه من دون الله ولكن لا بد أن يتوفر فيهم شرط وهو علم الغيب حتى يصطفوا خليفة الله الذي لن يفسد في الأرض ولن يسفك الدماء فانظر للأمر والحوار بين الله وملائكته وقال الله تعالى)
(((وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي اْلأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ)صدق الله العظيم
ويا سُبحان الله فإني أرى الملائكة قد تجاوزوا في الرد بغير الحق مع ربهم وكأنهم أعلمُ من الله ولكن الله رد عليهم بالحق وقال الله تعالى)
((وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ)صدق الله العظيم
إذا شأن إصطفى خليفة الله يختص بإختياره من يعلمُ غيب السماوات والأرض ويعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون ومن ثم أراد الله أن يقيم الحجة بالحق على ملائكة فزاد خليفته أدم عليه الصلاة والسلام الذي أصطفاه بسطة في العلم على ملائكته فعلمه بأسماء جميع خُلفاء الله في الكتاب من اولهم إلى خاتمهم وكذلك أراد الله أن يقيم الحجة على ملائكته أنهم ليس بأعلم من ربهم ليعلموا أنهم تجاوزوا في ردهم على ربهم بغير الحق ولم يعلموا الملائكة أنهم تجاوزوا الحد في الرد على ربهم إلا حين اقام عليهم الحجة وقال لهم ((﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)صدق الله العظيم
وعلموا أنهم تجاوزوا الحد في الرد على ربهم من خلال قول الله تعالى( إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)صدق الله العظيم
فإذا لم يعلمُ حتى بإسماء خلفاء الله فكيف يعلمون بما سوف يفعلون وأنهم سيفسدوا في الأرض ويسفكوا الدماء فعجزوا الملائكة برد الجواب إلى ربهم عن أسماء خلفاء الله في الكتاب وكذلك علموا أنهم قد تجاوزوا حدودهم مع ربهم بالرد على ربهم وعلموا أنه صار في نفس الله شيئاً منهم من خلال قول الله تعالى لملائكته (﴿ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)) صدق الله العظيم
ثم ادركوا الملائكة أن ربهم في نفسه شىء منهم بسبب تجاوزهم في الرد بغير الحق وعلى الفور أنابوا لربهم مُسبحين ومُقدسين وتائبين وقالوا ))
(( قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ))صدق الله العظيم
وبعد أن علمهم الله إن شأن إصطفاء خليفة الله من بين عباده أمر يختص به الله علام الغيوب وكذلك أراد الله أن يعلمهم ببرهان خليفة الله المُصطفى أنهُ يزيده بسطة في العلم عليهم ولذلك قالف الله تعالى)
﴿قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ﴾صدق الله العظيم
ومن خلال هذه الأيات المُحكمات تعلموا أن إصطفاء خليفة الله في الأرض شأنه يختص به الله وحده علام الغيوب ويعلمُ من يصطفي ويختار من عباده على علم منه في علم الغيب أنه لن يفسد في الارض فيظلم ويسفك الدماء ما دام مُختار من قبل الله علام الغيوب ولم يفسد في الأرض أدم فيظلم ولم يسفك الدماء بل ظلم نفسه أن أكل من الشجرة التي نهاه الله عنها وكذلك تعلموا كيف تعلموا خليفة الله المُصطفى فيكم وهو أن يزيده الله بسطة في العلم على كافة من استخلفه عليهم فأنظروا إلى الإمام طالوت الذي أصطفاه الله خليفة من الصالحين على بني إسرائيل وقال لهم نبيهم ))
(({وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ))صدق الله العظيم
فأدهش بني إسرائيل كذلك هذا الأختيار من الله لخليفته طالوت عليهم وهو لم يؤتى سعة من المال ويرى الأغنياء أن أحدهم أحق بالملك منه على بني إسرائيل وذلك لأنهم لا يعلمون كمثل المُسلمون اليوم ماهو بُرهان خليفة الله المُصطفى أنهُ يزيده بسطة في العلم عليهم وكذلك لا يعلمون أن شأن الإصطفاء يختص به الله وحده مالك الملك الذي يؤتيه من يشاء ولذلك رد عليهم نبيهم مما علمه الله وقال لهم إني لم اصطفيه أنا عليكم فلا يحق لي بل الله هو من أصطفاه عليكم وزاده بصطة في العلم والجسم وقال الله تعالى)
(( { وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }صدق الله العظيم
ومن خلال ذلك يتبين للمؤمنين بالقُرأن العظيم ناموس إصطفاء خليفة الله في الأرض المهدي المنتظر أن شأنهُ يختص به الله تعالى من دون عباده من الملائكة والجن والإنس فيبعثه الله إليهم في قدره المقدور في الكتاب المسطور في عصر إقتراب كوكب النار قُبيل أن يسبق اليل النهار ليُحاج الناس بالبيان الحق للقُرأن العظيم فيزيده بصطة في العلم على كافة عُلماء المُسلمين والنصارى واليهود فيعلمكم مالم تكونوا تعلمون ويبين لكم أسرار الكتاب بالقرأن العظيم ولم تحيطوا بها علماً ويحكمُ بينكم فيما كنتم فيه تختلفون غير أنني لا أستطيع إقناع من كانوا يكفرون بالقرأن العظيم وذلك لأني أستنبط الحكم الحق بينهم من مُحكم كتاب الله القرأن العظيم الذي جعله الله المرجع الحق لكافة الذين فرقوا دينهم شيعاً من المُسلمين كما جعل الله القرأن العظيم هو المرجع الحق لكافة الذين فرقوا دينهم شيعاً من أهل الكتاب من قبلهم تصديقاً لقول الله تعالى)
(( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ )صدق الله العظيم
ولذلك أمر الله نبيه محمد صلى الله عليه واله وسلم أن يدعوا الذين فرقوا دينهم شيعاً من أهل الكتاب أن يدعوهم إلى كتاب الله القرأن العظيم ليحكمُ بينهم فيما كانوا فيه يختلفون من مُحكم القرأن العظيم فيكون ذلك برهان نبوته بالحق وحقيقة هذا القرأن العظيم أنهُ حقاً تلقاه من لدُن حكيم عليم ولكن فرق اهل النار المُعرضين عن الحق من ربهم أعرضوا عن دعوة الإحتكام إلى كتاب الله القرأن العظيم وقال الله تعالى)
((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ))صدق الله العظيم
وها هم المُسلمون فرقوا دينهم شيعاً كما فعل أهل الكتاب من قبلهم وهاهو المهدي المنتظر قد أبتعثه الله ليدعوهم إلى كتاب الله ليحكمُ بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فيجعل الله ذلك بُرهان الخلافة بالحق من ربه واية الإصطفاء عليهم فيجدوا أنهُ حقاً زاد الله خليفته المُصطفي عليهم بصطة في العلم والجسم فلا يكوني جسمي من بعد موتي جيفة قذرة ولا عظام نخرة ولكن أكثركم لا يعلمون كيف يعلمون المهدي المنتظر الحق من ربهم إذا حظر في عصره المُقدر وتجاوزا الحدود في حق ربهم وقالوا أن الإمام المهدي لا يقول أنه الإمام المهدي المنتظر بل البشر هم الذين يعلمون أيهم المهدي المنتظر من بينهم فيصطفوه في وقته المُقدر ويقولوا له أنت المهدي المُنتظر شرطاً أن ينكر أنه المهدي المنتظر ثم يصرون أنه هو المهدي المنتظر فأصبحوا حسب فتواهم الباطل أنهم أعلمُ من المهدي المنتظر ومن رب المهدي المنتظر سُبحان الله رب المهدي المنتظر وتعالى علوا كبيرا وكأنهم هم من يٌقسمون رحمة ربهم سُبحانه وتعالى علوا كبيرا برغم أن محمد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم افتاهم بالحق أن الله هو من يبعث المهدي المنتظر على إختلاف في أمته ليحكم بينهم بالحق.
المهدي المنتظر الإمام ناصر محمد اليماني